الأخلاق روح الامة فإذا صحت الروح عاشت الامة قوية عزيزة مرهوبة الجانب وإذا فسدت الروح تهاوت الامة وخارت قواها وأصبحت مطمعاً للطامعين وهدفاً للأعداء .والإنسان الذي يتكون من مجموعة الامة ما هي قيمته المادية إذا كان من الروح مجرداًمن الفضائل والقيم والمثل والأخلاق فالفضائل والقيم والمثل والأخلاق هي التي تجعل للأمة قيمة دونها كل ذهب الارض ومن هنا فإن الأخلاق في الامة هي سلاحها الذي لايقاوم ...فالأخلاق الاسلامية اتصفت بالخيرية المطلقة وبالصلاحية العامة وهي نابعة من الدين وكفيلة بالخير المطلق وصالحة للناس اجمعين .فهي تستمد قوتها من ينبوعها قوه نافذة تلتزم بها في العلن والخفاء وفي السراء والضراء لأن الرقيب هو الله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ...وعلى هذا تميز المسلمون الأولون بالأخلاق التي فتحوا بها وسادوا لأنهم التزموا عبادة الله واتقوه حق تقاته .وليس هناك من ينبوع على الناس أبداً بالطهر والنقاء والعفة والصدق والبذل والحلم والوفاء مثل تقوى الله والتزام اوامره واجتناب نواهيه .فبا الأخلاق كانت حياة الصحابة الكرام تنهض بالمجتمع الإسلامي .وبالأخلاق رفرفت رايتهم على جميع بقاع الارض كيف لا وهم ممن تربوا وتخرجوا من مدرسة كافل الأخلاق من مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي وصفه صاحب العزة والجبروت بقوله [وإنك لعلى خلق عظيمٍ]