هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابة***أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حق الوالدين عظيم وبرهما فرض عين على أولادهما

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صالح الضبياني
مُشرف قسم البيت والأسره
صالح الضبياني


عدد الرسائل : 75
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 22/05/2008

حق الوالدين عظيم وبرهما فرض عين على أولادهما Empty
مُساهمةموضوع: حق الوالدين عظيم وبرهما فرض عين على أولادهما   حق الوالدين عظيم وبرهما فرض عين على أولادهما Empty7/3/2009, 5:28 pm



حق الوالدين عظيم وبرهما فرض عين على أولادهما


السائل : اليتيمة المستشار :
سليمان بن إبراهيم بن محمد الأصقه


السؤال: السلام عليكم ورحمة الله.. جزاكم الله عنا خير الجزاء وبارك فيكم وفي جهودكم..
سؤالي أو استفساري هو يتعلق بمعاملة الوالدين، أمي متوفاة رحمها الله تعالى وغفر لها، معاناتي تكمن في أنني كنت كثيرة التفريط في برها.. كنت أحبها كثيرا ولا أزال وهي عندي أغلى من الحياة بمن فيها.. وكانت رحمها الله تعالى تعلم ذلك.. لكني عصبية وسريعة الغضب مما أدى إلى كثير من المشكلات بيننا وذلك جعلني أعقها كثيرا.. حتى في أيام مرضها كانت المشكلات تنشأ بيننا بسبب ظروفنا العائلية وتسلط أخوتي أحيانا وأنا هنا لا اختلق أعذار لنفسي فأنا اعلم تماما حجم خطئي.. أعيش في دوامة ومعاناة لا تنتهى منذ وفاتها ومع انه مر على وفاتها قرابة السنة لكني اشعر بأنها توفت بالأمس مازال لدي شعور بندم ورغبة في عزلة عن العالم ومرارة تملا حياتي وتجعلني افضل الموت على الحياة .. لولا ثقتي في رحمة الله كنت الوحيدة من بين اخوتي التي أتواجد بقربها دائما .. وكنت أرعاها في أيام مرضها وكانت تفضلني على غيري من أخواني وترتاح لوجودها معي لأنها تعلم باني احبها واهتم بها.. لكن المشكلة كما ذكرت سابقا هي في بعض المواقف التي نتعرض لها وتجعلني في ثورة الغضب اعقها لا تتصورون حجم الجحيم الذي أعيش فيه وحجم معاناتي مهما كتبت وشرحت لن اصل ولو لربع الكارثة التي هزت حياتي بفقدها أولا ولإحساسي العارم والمفجع بالعقوق والتقصير في حقها هي بصراحة وقت غضبها مني كانت تدعو علي بدعوات كلما أتذكرها يكاد قلبي أن يتوقف وأصحو من النوم مفزوعة.. هذا إن نمت من الأساس مع أنني كنت أرعاها في آخر أيامها رحمة الله عليها وكنت بجانبها وقت الاحتضار ووقت وفاتها رحمها الله تعالى قبل ذلك.. كانت توصيني بعدة وصايا أنا أحاول تنفيذها بكل ما أعطاني الله من إمكانيات وكانت في كل مرة تصحو فيها خلال الليل تقول الله يسامحك وقتها كان يبدو أنها راضية عني تماما سهرت بجانبها وفي الصباح توفيت رحمها الله وغفر لها لا اعلم ماذا افعل أعيش في دوامة أنا بدونها جسد بلا روح فقد كانت تعني لي كل شئ وكلي حسرة وندم على كل تقصير تجاهها أو عقوق لا اعلم هل يغفر الله سبحانه لي ما كنت افعل هل بعد أن سامحتني في ساعاتها الأخيرة وتوبتي من ذلك العقوق يمحو ذلك ما قد سبق ذلك وأنا اعلم بما يجب علي فعله من برها بعد وفاتها لكن ما يحيرني هل دعواتها السابقة تستجاب أم أن الله سبحانه يغفر لي ويعفو عني لأنها سامحتني أرجوكم أرشدوني كيف أستطيع أن اكفر عما مضى كيف أستطيع أن استمر بحياتي بعد كل هذا هل تقبل توبتي عن التقصير بعد وفاتها رحمها الله تعالى لا تتأخروا بالرد ارجوكم بارك الله فيكم ونفع بكم السلام عليكم.


الاجابة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد:
لا شك أن حق الوالدين عظيم وبرهما فرض عين على أولادهما. والأم أحق بهذا البر وأولى به، فهي التي حملتك ووضعتك كرهاً ووهناً على وهن، وهي التي أرضعت وأشفقت ورحمة، وقد جاءت النصوص الشرعية بذلك مما يصعب حصره لكثرتها، فمن ذلك قول الله تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" وقال صلى الله عليه وسلم مبيناً أحق الناس بحسن الصحبة" أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ثم أدناك أدناك" (أخرجه مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة" (أخرجه مسلم).
وأنت أيتها الأخت السائلة بارة بوالدتك ودليل ذلك:
أولاً: حبك لها حتى صارت عندك أغلى من الحياة وما فيها.
ثانياً: إنك أنت التي قمت برعايتها في آخر حياتها، وكانت تحب ذلك وتريده رحمها الله.
ثالثاً: أنها حين ماتت كانت راضية عنك وسامحتك.
رابعاً: هذا الخوف الشديد الذي ينتابك نتيجة ما يحصل من تقصير في بعض الأحيان، ولا شك أنَّ الإنسان مهما عمل مع والديه وخاصةً الأم فلن يستطيع أن يوفيها حقها، ولكن الله سبحانه رحيم بعباده لا يكلفهم إلا ما يستطيعون ولا يأمرهم إلا بما يطيقون ويحب منهم إن أخطأوا أن يندموا ويتوبون.. ومن منا لا يخطيء ولا يقصر في حق والديه؟ كلنا ذو تقصير وكلنا ذو خطأ، قال الله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم" (أخرجه مسلم). وعلى المسلم ألا يقنط من رحمة الله ولا ييأس من روح الله مهما عظمت الذنوب وكثرت العيوب، فإنَّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم. ولذا أقول لك يا أختي نعم سيغفر الله لك ما حصل منك من تقصير ما دمتِ تائبة من ذلك سواء في حياة والدتك أو بعد وفاتها.. وقولك "هل دعواتها السابقة تستجاب أم أن الله يغفر لي ويعفو عني لأنها سامحتني؟" الجواب: نعم سيغفر الله لك ويعفو عنك ما دامت سامحتك وأنت تائبة نادمة من ذلك التقصير، فإن التوبة تهدم ما كان قبلها، والمهم أن تحرصي على عمل الصالحات والإكثار من الحسنات والقيام ببرّ والدتك بعد وفاتها بالدعاء لها وتنفيذ وصاياها وصلة من كانت تحبهم وغير ذلك. وإذا كان الله تعالى يغفر لمن تاب من الشرك أو القتل أو الزنا أو غيرها من العظائم، فكيف لا يغفر لك وأنت تائبة وبارة بوالدتك، وإنما حصل منك بعض التقصير مما لا يمكن أن يسلم منه أحد. فابشري بالخير ولا تيأسي من روح الله ولا تقنطي من رحمة فإن ذلك ذنب آخر، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "والقنوط يكون بأن يعتقد أن الله لا يغفر له إما لكونه إذا تاب لا يقبل الله توبته ولا يغفر له ذنوبه، وإما بأن يقول إنَّ نفسه لا تطاوعه على التوبة، بل هو مغلوب معها والشيطان ونفسه قد استحوذا عليه فهو يائس من توبة نفسه، وإن كان يعلم أنه إذا تاب غفر له، وهذا يعتري كثيراً من الناس، والقنوط يحصل بهذا تارة وبهذا تارة" اهـ. ثم مثل للأول بذلك الراهب الذي أفتى قاتل تسعة وتسعين نفساً أن الله لا يغفر له، ومثل للثاني كالذي يرى للتوبة شروطاً كثيرة أو يقال له لها شروط كثيرة يتعذر عليك فعلها فييأس أن يتوب.
وكونها دعت عليك بدعوات وقت غضبها، فقد رضيت عنك بعد ذلك، وأيضاً لا يلزم أن تستجاب دعواتها، فليس كل دعاء يستجاب، والذي أرجوه ألا تكون تلك الدعوات مستجابة إذ لم تكن من قلبها فإنها تحبك وتعلم برّك بها، ولن تكون بأي حال من الأحوال أفضل أو أبر وأصدق أو أعظم قدراً من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دعا بدعوات على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام، فأنزل الله عليه: "ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون" وقد تابوا جميعاً وحسن إسلامهم رضي الله عنهم، وقد كان يدعو عليهم بقوله: "اللهم العن فلاناً وفلاناً" ولم يستجب الله له هذه الدعوة. أسأل الله تعالى لي ولك مغفرة الذنوب وأن يغفر لوالدتك ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.juban1.com
صقر الربيعتين
مشرف منتدى نصرة الرسول
صقر الربيعتين


عدد الرسائل : 141
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 23/05/2008

حق الوالدين عظيم وبرهما فرض عين على أولادهما Empty
مُساهمةموضوع: رد: حق الوالدين عظيم وبرهما فرض عين على أولادهما   حق الوالدين عظيم وبرهما فرض عين على أولادهما Empty8/3/2009, 7:57 am

[size=29]الله يجزيك خير الجزاء يا أخ صالح وبارك الله فيك على هذا الموضوع الطيب[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حق الوالدين عظيم وبرهما فرض عين على أولادهما
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الأسلامي :: المنتدى الأسلامي العـام-
انتقل الى:  

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع