الأخ رئيس الجمهورية.. رئيس المؤتمر الشعبي العام
أحييكم بتحية النضال السلمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لم يمنعني القيد والسجن من الاحتفاء بعيد الوحدة المباركة, كيف لا وهي بالنسبة لي دين ويكفي أنني مسجون بسبب الدفاع عنها.
أخي الرئيس:
ونحن نضيء شمعة جديدة من عمر وحدتنا المباركة نؤكد لكم أننا مستمرون في إضاءة المزيد من الشمع، فنحن شعب قدره الشموع، ليس بسبب الانطفاء المستمر للكهرباء العمومية فحسب، بل لأن الشموع ضرورية لحفلة الميلاد، ميلاد العدل والرخاء والحب والحرية.
أخي الرئيس:
لقد كان باب الوحدة هو الذي أدخلك التاريخ، والآن الاعتقالات السياسية وحل الديمقراطية وعسكرة الحياة المدنية والثقافية والقمع هي النافذة التي ستخرجك منه إذا لم تُوقف كل هذا, وتعيد العمل بالدستور وتسمع للعقلاء.
أخي الرئيس:
أبنائي أويس وأنس لم يعيشوا 22مايو1990م ولكنهم عاشوا بألم 2/4/2008م يوم اعتقالي لأجلك.
فخامة الرئيس:
التاريخ لا يكتبه عبده بورجي بل تنقشه ذاكرة شعب يموت محروقاً في مقالب قمامة الجيران، وهو يبحث عن بقايا حياة كريمة هناك أفضل من البقاء في وطن ليس فيه خيار سوى ماء البحر أو سجن الأمن السياسي، فلعل الاعتقالات الأخيرة والقمع الحاصل هي محاولة لإعادة الحياة السياسية في اليمن إلى تحت الطاولة بعد أن أخرجتها الوحدة إلى فوق الطاولة حسب تعبيرك في أكثر من مناسبة لتذكر به جيلك من السياسيين إن كان هذا صحيح فتأكد يا فخامة الرئيس أننا جيل ولد على الطاولة ولن نسمح لأي قوة في الأرض أن تعيدنا إلى تحت الطاولة وتغلق علينا الأدراج، وهذا حقنا المشروع سنحافظ عليه بقوة الدستور والقانون ووسيلتنا لذلك النضال السلمي.
أخي الرئيس:
تستطيع تعيين محافظين على المحافظات ولكنك لا تستطيع تعيين محافظين على الوحدة لأن الحفاظ على الوحدة ليست وظيفة حكومية بل هي رغبة عند الناس ترسخها المساواة ويديمها العدل وحاجة تفرضها المصالح المشتركة وضرورة يقتضيها الإيمان فلا رغبة مع الإقصاء ولا حاجة مع الاستقواء ولا إيمان مع الفقر، فالظلم ينعش التمرد، والقهر يبدد الولاء الوطني، والكفر حليف الفقر.
أخي الرئيس:
إن تحقيق الديمقراطية لا يقاس بعدد المرات التي أجري بها انتخاب بل يقاس بعدد العبارات التي سيحذفها المحرر من رسالتي هذه قبل النشر حرصاً منه على سلامتي وبقاء الصحوة.
أيها الرئيس:
إهدأ لتهدأ البلاد, واعزل خبراء القلق من خاصتك الذين يتفننون بإيذائنا واعتقالنا بظاهر الخوف عليك وهم في الحقيقة يرون فينا فرصة نادرة للترقية وإثبات الولاء، هؤلاء المراهقون يمنحونك موقفاً ويحسمون دوائر انتخابية لكنهم في المقابل يقللون من احترام الناس للدولة، ويكثرون من عدد الناقمين عليها, وبظلمهم تزال الدول.
أخي الرئيس:
ما زال أمام السلطة فرصة لتحفظ ماء وجه القانون بإطلاق سراحنا والاعتذار لنا وللشعب، وعند الاعتذار لنا قد نعفو عنها لأننا فقط من يملك حق العفو.
أقول هذا –يا فخامة الرئيس- لأنني أخشى يوم الاحتفال بعيد الوحدة أن تستبدل السلطة إطلاق الألعاب النارية بأطلاق سراحنا وإعلان العفو عن الضحية كعادتها، فعلى السلطة أن تعلن الاعتذار للمعتقلين وليس العفو عنهم، فإعلان العفو عنا قتل عمد للحقيقة وعقوبة أقسى من الاعتقال نفسه، وهو تخلص من عقدة الذنب، فنحن لا نقبل أن نستخدم كرت لأن هاتف الشعب لم يعد جوالاً قابلاً للشحن والتعبئة بل أصبح ثابتاً تدفع في سبيل استعادته أغلى الفواتير.
أخي الرئيس:
الأمن السياسي والاختطاف وربط الأعين أثناء التحقيق والقيد ليس مقدمة نزيهة للاحتكام للقضاء ولذلك أبلغك بصفتك المسؤول عني كمواطن وأبلغ الرأي العام أنني سجين رأي اختطفت من جوار منزلي تحت تهديد السلاح وحبس حريتي بعيداً عن القانون في مخالفة صريحة للمادة (48) من دستور البلاد لأجد نفسي أسير حرب بسبب رأيي على ذمة المعركة الانتخابية السابقة.
وما يحدث لي انتقام غير شريف بسبب محاربتي للفساد ومطالبتي غرماء الشعب باحترام الدستور وحقوق الإنسان والكف عن العبث بالمال العام.
كما أرفض رفضاً شديداً محاولة المؤتمر الشعبي تغطية هذه الجريمة بمحاولة إظهار قضيتي على أنها جنائية يفصل فيها القضاء لأنني معتقل خارج القانون بدليل الاختطاف والتوجيهات العليا التي تتحكم بمجريات اعتقالي.
وأؤكد للجميع أن قرار الاتهام المؤتمري الموجه ضدي على لسان النيابة العامة ما هو إلا هذيان محموم وضرب من خيال وهو عاجز عن استفزاز وقار عشقي لوطني وسلامته وأمنه.
فأنا لست من يحترف اللعب بكروت العنف ولم أكن يوماً مناطقياً، لأنني –ياسيدي الرئيس- وبكل فخر ابن الإصلاح، الإصلاح الذي تعرفه جيداً فنفوسنا الكبيرة تمردت بشموخ على المناطقية والمذهبية وكل النعرات الجاهلية.
فوسائلنا للتغيير تستمد نظافتها من طهر دعوتنا ونضالنا السلمي لا يقبل العنف، ولن يجرنا أحد إليه، نقف إلى جانب الحق والعدل أكان في القصر أو عند أكواخ المهمشين شرفاء لا نسجد سهواً لغير الله وعقلاء من غير ذل، ننتصر دوماً لقضايا المستضعفين من شعبنا.
قالها جيلنا المؤسس لغيرك ونقولها لك اليوم نحن يا فخامة الرئيس لا نخاف.
أخيراً..
فخامة الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة قبل اعتقالي ظلماً كانت المسرحية الساخرة والأغاني الناقدة هي وسيلتي للتعبير عن اختلافي واتفاقي معك، أما الآن وبعد الاستقواء عليّ بالتوجيهات العليا والسلطة والسطوة لم يعد لي سوى خيار أخير لم أشأ أن استخدمه يوماً في الاختلاف معك إنه غبار الزنزانة أتيمم به لأصلي في الأسحار لأرسل سهام الليل، أظل ساجداً حتى ينزل ربي الأعلى إلى السماء الدنيا وينادي هل من صاحب حاجة فأرفع يدي المكبلة بالقيود فوق رأسي وأنا ساجد وأشكوك إليه وأشكو كل من استعلى بالأوامر العليا إلى ربي الأعلى وخلاصة دعائي إن أردت أن اختصر: “رب إني مسني الضر.. وأني مغلوب فانتصر”.